superlogo

superlogo

مؤسس الدولة الامازيغية

 

 

 

 

 

 

 

 

مسينيسا مؤسس الدولة الامازيغية


]في نهاية القرن 2 ق . م، تمكن ماسينيسا من توحيد القبائل الأمازيغية ووسع حدود مملكته وجعلها تمتد من وادي مولوتسا (ملوية)في الجزائر غربا إلى أراضي طرابلس الحالية شرقا، ولم يفلت من يده إلا مملكة موريتانيا الطنجية غرب الملوية وما بقي بيد الفينيقيين داخل قطر قرطاج تونس . أصبح إذن مسينيسا ملكا على بلاد النوميديين بمباركة الجنيرال الروماني شيبون الأرشد. وضع بذلك مسنيسا أسس الدولة الأمازيغية الموحدة وفيها عيّن عاصمة لحكمه مدينة "سيرتا"في شرق الجزائري وأصدر عملة وبنى مجموعة من المرافق ذات الصبغة الدينية والإدارية، واتخذ الأمازيغية شعارا لإفريقيا. 
كان ماسينيسا يحافظ على تماسك أطراف مملكته بالوسائل السياسية التقليدية، أي بالمصاهرات والتعاهد مع زعماء القبائل، وإيقاظ المشاعر الدينية والعرقية، وبالحرب عند الضرورة، فاستطاع بذلك أن يجبي الجبايات وأن يفرض على رعاياه نوعا من الخدمة العسكرية، على غرار ما هو مألوف عند جميع الأمم ذات البنى الاجتماعية القبلية. ثم أنشأ أسطولا حربيا وأسطولا تجاريا، وفتح أبواب مملكته للتجار اليونانيين.
كرس مسينيسا مجهوداته المعنوية والمادية لتحقيق أحلامه لإنشاء مملكة كبيرة تمتد من الغرب حتى حدود برقة على أن تكون قرطاجة عاصمتها. لكن استمرار ما تبقى من حكم الفينيقيين بقرطاجة كان عائقا لتحقيق ما يرمي إليه، فشرع في القيام بمناوشات عدائية على الأراضي التي أبقتها معاهدة الصلح بين روما وقرطاجة في أيدي الفنيقيين. وقد انتهز ماسينسا الفرصة في محاولة للاستيلاء على مدن طرابلس ليبيا، وذلك بحجة مطاردة أحد الثوار الفارين إلى إقليم برقة؛ فطلب من قرطاجة السماح له بعبور طرابلس للقضاء على الثائر الهارب، إلا أن طلبه أجيب بالرفض. لذلك، أعلن ماسينسا الحربَ على قرطاجة واستطاع احتلال منطقة الجفارة، إلا أنه فشل في احتلال مدن طرابلس الأخرى. وأمام اعتداء الزعيم الأفريقي على أملاكها في ليبيا، قدمت قرطاجة احتجاجا إلى روما. اقتنع مجلس الشيوخ الروماني بهذا الاحتجاج، وأرسلت لجنة للتحقيق في الأمر، إلا أن روما عادت وأيدت حليفها ماسينسا مرة أخرى، وأمرت قرطاجة بأن تتنازل عن مدن طرابلس، وأن تدفع ضريبة مقدارها 500 تالنت بسبب تأخيرها عن تنفيذ ما أمرت به. 
عاش مسينيسا ستين سنة في مملكته. وقد حاول أن ينظم مملكته على النمط الإغريقي المقدوني، فلبس التاج وحمل الصولجان، حسبما يظهر في النقود التي ضربت له. وفي عهده قدم إلى العاصمة سيرتا عدد من الأدباء والفنانين اليونان، وجعلوا منها مدينة راقية في حياتها المادية والفكرية. كان الملك نفسه معجبا بالحضارة اليونانية، وكان يعمل بتقاليد الملوك اليونانيين، فأكل في الآنية الفضية والذهبية، واتخذ جوقة من الموسيقيين الإغريق. ولاشك أن التجار اليونانيين كانوا يروجون بضاعتهم ببلاد البربر بفضل ولوع ملكهم بكل ما هو يوناني. ازدهرت المملكة وعم الرخاء وانتشرت الثقافة. وعندما تقدمت السن بمسينيسا وبلغ ثماني وثمانين سنة، كان الملك لازال فيه من الصلابة والقوة ما جعله يقوم بآخر هجوم على أعدائه القرطاجيين. 
استطاع ماسينسا السيطرة على بلدان الامازيغ بلدان الشمال الإفريقي بما فيها مدن طرابلس، التي كانت تحت حكم قرطاجة. لكن مسينيسا أصبح الزعيم الإفريقي الأكثر خطرا بتهديده مصالح روما نفسها، وذلك بسبب مطامعه التي ليس لها حدود. لذا رأى الرومان ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لصد سياسته التوسعية. مات ماسينسا، الذي استطاع أن يوسع حدود مملكته على حساب قرطاجة. وقد كان رجلا عظيما وضع للسكان الوطنيين حكومتهم، وأنشأ اقتصادهم. تولى بعد ماسينسا خليفته (Micipsa) مسيبسا، الذي تخلى عن سياسته التوسعية تحت تهديد الرومان. ومع ذلك تمتعت مدن طرابلس أثناء حكمه بقسط وافر من الحرية واستمرت في دفع الضريبة. لكن في هذه الفترة بدأ نفوذ روما تقوى في شمال إفريقيا. مات ميسيبسا سنة 118 ق.م بعد أن عاش ستين سنة





04/09/2011
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 2 autres membres